الأحد، 24 أغسطس 2014

زوجة العطار : قبلت به زوجا لأنه مقاوم وأنا فخورة بذلك

لم تخف إيمان جبر الهمص " 37 عاما " مظاهر الحزن على زوجها الشهيد رائد العطار الذي يعتبر رأس حماس في المنطقة الجنوبية ، وفرحها في آن واحد بنيله الشهادة والوصول إلى ما تمناه طوال عمله في المقاومة .

ولدت إيمان في دولة الإمارات العربية المتحدة وأنهت دراسة متوسطة في تخصص اللغة العربية ، قبل أن تنتقل لقطاع غزة برفقة أسرتها التي استقرت في مدينة رفح .
رفضت إيمان عدة لقاءات صحفية بعد استشهاد زوجها لحزنها الشديد وبكائها عليه ، حتى أنها بعد ساعات من دفنه توجه للمقبرة للجلوس بجانبه لكنها وافقت على اعطاء دنيا الوطن اللقاء الاول .
وعن بداية ارتباطها بالشهيد العطار عام 1998 قالت الهمص أنها عرفت منذ البداية انه يعمل في المقاومة الفلسطينية ، وبناء على ذلك وافقت على الاقتران به ، مفتخرة بهذا الزواج والزوج ولم تندم في يوم من الأيام على ذلك خلال حياتها معه ، رغم حياتها المليئة بالصعوبات حيث كان مثال للزوج والأب الصالح والحنون بالنسبة لها ولأبنائها   .
وولد العطار عام 1974 وكرس حياته للعمل في المقاومة بعدما تعثر في دراسته الجامعية عدة مرات بسبب الملاحقة والمطاردة ، واختار طريق الجهاد في سبيل الله وفضله على العلم ، وكانت أول فرحته بعد الزواج لحظة ولادة ابنته البكر سجى التي أدخلت البهجة والسرور على الأسرة ، واستشهد تاركا خلفه خمسة أطفال يحملون السمعة الطيبة والقدوة الحسنة ليسير عليها أبنائه  .
بصعوبة وبصوت خافت استذكرت بعض المواقف في حياتها مع العطار ، قائلة لمراسلة دنيا الوطن " حياتنا كلها كانت صعبة جدا واستطعنا تخطيها ، فقد تعرض للعديد من الاعتقالات والاغتيالات الفاشلة ، وكانت نيته خالصة لله والعمل الجهادي في سبيله ، ولم تكن لديه رغبات شخصية وكان خدوما دائما ، وكان كافلا ليتيم اسمه مسلمة اشرف المعشر ابن شقيقتي التي استشهد زوجها إثناء خطف الجندي الاسرائيلى جلعاد شاليط والذي كان من العناصر الفاعلة ، وإنا واختى الوحيدات لاهلى واستشهد أزواجنا والحمد لله " .
وقالت أن أصعب المواقف التي مرت عليهما حينما تم اتهامه بمقتل النقيب رفعت جودة من ضباط السلطة الفلسطينية ، وحكم عليه بالإعدام من السلطة الفلسطينية عام 1999 ، حيث وقف الجميع معه وأعلنوا براءته من التهمة ،
وكان مثالا للأب الحنون وتمنى أطفاله أن يكون بجانبهم دائما كبقية الأطفال ، رغم أنهم يعرفون أن والدهم يعمل في المقاومة ويصعب تواجده الدائم معهم  وان الله سيجمعهم في الجنة ، وان حالهم مثل اغلب الأطفال في فلسطين يعرفون أن المقاومة هى السبيل الوحيد لتحرير فلسطين ، وشهدوا عدة حروب في حياتهم .
وردت زوجته على الاتهامات التي وجهتها مصر له بقتل جنود مصريين في رفح المصرية ، بان زوجها لم يتدخل طوال حياته في شؤون مصر أو اى دولة أخرى ، وكان همه فقط فلسطين ويقاتل الاحتلال من غزة ، وبشهادة أهله والجميع يقرون بان الشهيد العطار لم يدخل مصر يوما سوى مرور الكرام لأداء فريضة الحج بعدما تم ترحيله من المعبر للمطار على الفور .
وتابعت زوجته " كانت حياة الشهيد مثل اى مواطن أخر في قطاع غزة ، وكان ملتزما في أماكن عمله في أوقات المداهمة والحروب بسرية تامة ، ولا يكون بيننا اى تواصل طوال هذه الفترات ولم أكن اعرف أماكن تواجده " .
وكان الشهيد يدعو أسرته وزوجته دائما للتحلي بالصبر واحتساب الأجر عند الله ،  وان طريقه هى طريق المقاومة للوصول للشهادة ولن يحيد عنها لأنها حق وواجب ، ويترقب الشهادة في اى لحظة .
وقد قررت زوجته الذهاب يوميا لقبره والجلوس بجانبه برفقة أبنائه ليعرفوا أن والدهم استشهد مدافعا عن فلسطين ، وستغرس فيهم حب المقاومة والجهاد والأخذ بثأر والدهم الشهيد ، بعد تربيتهم تربية إسلامية صالحة والسير على دربه بعد حفظ القران . " بحسب وصيته لها
واحتسبت الهمص زوجها العطار شهيدا عند الله بعد غيابه الطويل عن المنزل ، فقد غاب عنها قبل بداية شهر رمضان والحرب بعدة أيام ، ولم تره بعدها  إلا شهيدا ، وتقبلت خبر استشهاده بالصبر والثبات والدعاء له .
ووجهت زوجته رسالة للشعب الفلسطيني تطالبه بالصبر والثبات مشيرة إلى أن كل أبناء قطاع غزة هم شهداء في هذه الأرض كما زوجها ، وقال لدنيا الوطن " أبنائنا وأطفالنا كلنا فداء لفلسطين ونحن بخير طالما كانت المقاومة بخير ، ولن تزيدينا الحرب إلا إصرار وتمسكنا بالحقوق "
ووجهت حديثها للدول العربية قائلة " وقوفكم بجانب إسرائيل ضد المقاومة لن يفيدكم ، وقد انتصرت غزة بفعل رجالها المقاومين بصبرها وثباتها أكثر من شهر ضد المحتل الاسرائيلى ، وعلى الوفد المفاوض العودة لغزة لان العدو لا يفهم إلا لغة القوة ، وعلينا أن نقاتل حتى يستسلم العدو ولن تذهب دماء شهدائنا هدرا  " .
وقالت والدة الشهيد أن استشهاد نجلها هو شرف كبير لها وللشعب الفلسطيني ،  وسيسير على دربه ألاف المقاومين للأخذ بثأره ، وأننا لمنتصرون .
واستشهد رائد العطار برفقة اثنين من قادة القسام في منزل يعود لعائلة كلاب في منطقة تل السلطان غربي مدينة رفح ، واستشهد ثمانية مواطنين آخرين من سكان المنزل والمنازل المجاورة .
وتتهم إسرائيل العطار بوقوفه خلف إمداد القسام بالصواريخ وتهريب الأسلحة ، بالإضافة للمسؤولية الأولى عن اختطاف الجندي الاسرائيلى جلعاد شاليط ، الذي تم الإفراج عنه بعد صفقة تم تحرير ألف أسير من الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الاسرائيلى .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق